بسم الله الرحمن الرحيم
تحديث:
تم الوصول بالسلامة و لله الحمد..أشكر كل من شاركني هذه الفرحة..
سواء عبر عنها برد..أو بابتسامه و دعاء من خلف الشاشة..
و كل عام و اهل قطر و حكومتها و قادتها بألف خير و سلامة و عز..
و كل عام..و أحنا قطر..
و فديت تاربك يا..........وطن
=================
و خلصنا امتحانات...خلصنا و اياكم من الشر ان شاء الله :)
حاليا..يواسيني سريري من بعد عناء يوم طويل..
و "تهوجس " فيني افكار ما قبل السفر..
" ايش نسيت؟!"..و " شنو لازم اخذ معاي؟!" >>> يقولون اني وسواسي !! يمكن...
و الأهم.." ايش ألبس"
للحين ما قررت..و كل مره أبي أرجع كاشخ و مضبط..و ياما خابت لأن على ما يقولون " لي زاد الشي عن حده..أنقلب ضده"
المهم..
طبعا العودة إلى الوطن سعادة لا توصف..
فيها لقيا أهل..و أحساس مختلف بالأمان و الراحة..
أبدأ من لمّا أقفل باب شقتي...يسري فيني " أدرينالين" السفر..
المطار..جر الشنط...الطيارة من دنفر إلى واشنطن..لا أحمل تفاصيلها..
لأنها لا تعنيني كثيرا..لاتحمل اسم " القطرية" و لا تعاملني بخصوصية أو امتيازية..و الأهم..
طريق كله مطبات هوائية >> الواحد يتحسف أنه سافر!!
>> رحلة 3 ساعات و نص ..طيارة أراهن على ان طيارة "ام احمد" احسن منها..
تلفزيونات تنزل بين الصفوف..
وجبة معروضة للشراء..و إذا لمر ترغب.."فما لك إلا كيس مكسرات و عصير!!"
و قد يكون في تلفزيون "جدامك"... ف لو تكرمت...أدفع 8 دولار عشان تشوف فيلم..>> في سينما أنا مو طيارة!!
ما علينا..شركات خاصة و تبي الربح..لنا الله..
==
واشنطن..
أوصل..أخلص اجراءات الدخول..
أقابل ربي في غرفة طاعات مشتركه..
أجدد نشاطي..ف أبتسامتي بدأت تتخالط مع التعب..
أنتظر بفارغ الصبر ركوبي " القطرية"..
حبة المنوم في متناول يدي..أنتظر وجبة العشاء..أستأنس بفيلم..
آكل الحبة السحرية...أقاسي معها في البداية..لكن في النهاية..عينكم ما تشوف الا النور..
أصحى و أنا أحلق في سماء المملكة..
تبدأ أنفعالات الاحساس بالوطن..مخلوطة ببقايا نوم لم أكلمه..
أشعر بوطأة عجلات الطائرة على ارض المطار في قلبي..
أبتسم..
أناظر من النافذة..هذا هو المدرج..و هذه هي المحلات المعهودة..
و أبتسم..
" أعزائي المسافرين..حمدا لله على سلامة الوصول"
و أبتسم..
فجأة..!!!
الكل واقف..و من سبق لبق..و خذ شنطتك و لا باخذها..
و من ينزل قبل من..و دوشه..و شنط تنزل من " السقف"
>> أشوف في عين المضيفة التي مازالت محترمة للقوانين..و مازال حزام الأمان يحضن وسطها ترقبهم بنظرات..
قد تكون ازدراء..احتقار..استغراب..سمّوها ما شئتم..و أختاروا ما تظنونه صحيح..
نكمل..
اخرج من الطائرة..أستشق الهواء بشدة الى أن تمتلئ رئتي..
أحب أيا يكن في تلك اللحظة..برد..حر..رطوبة..جفاف..أي شي..
من هناك..إلى كاونتر الجوازات..
أبتسم..و كأني أقول..أنا أدرس برا و توني جاي من بعد سفر دام 23 ساعة ..
أبتسم و كأني أقول..أنا قضيت رمضان بعيد عن هلي..و عيّدت في مكان مب مكاني..
أبتسم و كأني أقول..أنا طالب مغترب..أقضي أوقات قد تصل الى ما بعد منتصف الليل..و أنا مع كتابي..في جامعتي..
أبتسم و كأني أقول..أتعب و لا أحد يدري فيني..و أشتاق و لا أبوح..و أضايق..ولا أبين..
و أبتسم و كأني أقول..كل هذا ما يهم..مسافة الطريق و تطلع لي امي لتقابلني في نصف
حوش بيتنا...تحضني و تبوسني ..و تقول
" ويييه فديييت هالعلبى" >> جانب الرقبة و خلفها..
اليهال من حولي..ينطرون " الصوغة"..لكني ك العادة..ماجبت معاي شي..
تنقذني أختي بأنها مرتبة بعض الهدايا..بعيد عن نظرهم..تخرجها و كأنني انا من تكبد عناء جلبها..
أبوي يتوسط الصالة...و بسمتة اللي تنور لين شافني..
اخواني..خواتي...
و بعد هذا الاستقبال..
" قوم تعشى يبه..هذولي تارسين بطونهم ماعليك منهم..يحبون السوالف و الهذرة..قوم أكو العاشة ع الطاولة"
نروح نتعشى..
و ك " بروتوكول" متعارف عليه..
صالونة الدجاج و الرز هما الوحيدان على السفرة لإرضاء خاطري و فمي و معدتي..
ضحكاتهم لأني " أعشق" هذه الوجبة..و هم " ينجبون" لي في صحني..
و ذكريات قديمة تتناثر من أطراف الحديث هنا و هناك..
و ياتي الليل..
لأنفرد في غرفة...لم أعتد عليها..
سرير بارد..و و سادة قاسية!!
لا أعرف هذه الغرفة..و لا تحمل أي شي من روحي..
هنا.." أستاحش"..و أفتقد غرفتي و شقتي..
أنام..و شعور بالضيق يصر على الحضور رغم الفرحة..
و لكن و لله الحمد..كل هذا يزول من بعد أول ليلة..
و الصباح يطل...و و الشمس تغازلني..
و أسمع صوت أمي و هي تنادي أحد أخواتي أو الشغالة..
و أبوي و هو يدندن ف الصالة بأناشيد الغوص اللي يذكرها..
الله..
و الله الواحد بلا أهل أو وطن..ما يسوى..
أحمد الله أني أغتربت..لأعرف القيمة الحقيقية لما أملك
ف الحمدلله
الله لا يفرقكم عن من تحبون..و يجعل رضاه حاضر بينكم دايما..
و الله لا يدخل شيطان انس او جن بينكم و بين احبابكم..
و عسى دياركم عامرة امنه سالمة غانمة..
و بكره السفر بكره :)
أوصل بأذن الله يوم الجمعة قرابة العِشاء..
ف إلى ذلك الحين..أستودعكم الله
و إلى اللقاء
راشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد